الشباب وأمل التغيير
سيظل دائما وأبدا بل ومن المقطوع به يقينا أن الشباب هم عدة الأمم والشعوب النهضوية والحضارية , بل وعين الأمة التى ترى بها مستقبلها . وأن واقع أمتنا اليوم لايسر عدو ولا حبيب , وأن الأمة أصابها من الداء العضال ومن الفساد الهزال ,وفى ظل هذا الوضع نشأت أجيال وترعرعت على الفساد, وبسببه أكل الفقر والمذلة والحقد نفوس الناس , وبات الأمر يحتاج ليس الى مسكنات ولا إلى ترميم بقدر الحاجة الى بناء جيل جديد من الرجال(بما تحمل هذه الكلمة من معان) ليحملوا أمانة إصلاح هذه الأمة وهذا الوطن (( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) الرعد..آية 11 ............... والشباب هم أمل التغيير المنشود فهيا إلى التغيير هيا إلى العمل .
الشباب وأمل النهضة:
إن الرجال هم سر حياة الأمم ومصدر نهضاتها وإن تاريخ الأمم جميعاً إنما هو تاريخ من ظهر بها من الرجال النابغين الأقوياء النفوس والإرادات . وإن قوة الأمم أو ضعفها إنما تقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوفر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة . وإني اعتقد ـ والتاريخ يؤيدني ـ أن الرجل الواحد في وسعه أن يبني أمة إن صحت رجولته ، وفي وسعه أن يهدمها كذلك إذا توجهت هذه الرجولة إلى ناحية الهدم لا ناحية البناء ..*
وإن الأمم تجتاز أدوارا من الحياة كتلك الأدوار التي يجتازها الأفراد علي السواء فقد ينشأ هذا الفرد بين أبوين مترفين آمنين ناعمين فلا يجد من مشاغل الحياة ما يشغل باله ويؤلم نفسه ولا يطالب بما يرهقه أو يضنيه ، وقد ينشأ الفرد الآخر في ظروف عصيبه وبين أبوين فقيرين ضعيفين فلا يطلع عليه فجر الحياة حتى تتكدس علي رأسه المطالب وتتقاضاه الواجبات من كل جانب وسبحان من قسم الحظوظ فلا عتاب ولا ملامسة .*
ومع أن ظروفنا هي ما علمت .. فإن نفوسنا لا تزال تلك النفوس الرخوة اللينة المترفة الناعمة التي تجرح خديها خطرات النسيم ويدمى بنانها لمس الحرير وفتياتنا وفتياننا هم عدة المستقبل ومعقد الأمل لا يزال حظ أحدهم أو إحداهن مظهرا فاخراً أو أكلة طيبة أو حلة أنيقة أو مركباً فارهاً أو وظيفة وجيهة أو لقباً أجوف ، وإن اشترى ذلك بحريته وإن أنفق عليه من كرامته وإن أضاع في سبيله حق أمته .*
وهل رأيت أولئك الشبان الذين تنطق وجوههم بسمات الفتوة وتلوح على محياهم مخايل النشاط ويجرى في قسماتهم ماء الشباب المشرق الرقراق وهم يتألمون على أبواب رؤساء المصالح والدواوين بأيديهم طلبات الوظائف ؟ وهل رأيتهم يتوسلون بالصغير والكبير ويرجون الحقير والأمير ويوسطون حتى سعاة المكاتب وحجاب الوزارات في قضايا المأرب وقبول الطلبات ؟*
هل تظن ـ يا عزيزي ـ أن هذا الشباب إذا أسعفه الحظ وتحقق له الأمل و التحق بوظيفة من هذه الوظائف الرسمية يفكر يوماً من الأيام في تركها أو التخلي عنها في سبيل عزة أو كرامة وإن سيم الخسف وسوء العذاب ؟ *
وقد شاءت لنا الظروف أن ننشأ في هذا الجيل الذي تتزاحم الأمم فيه بالمناكب وتتنازع البقاء أشد التنازع وتكون الغلبة دائماً للقوي السابق .*
بين أغاليط الماضى ومراراته وآمال المستقبل وإشراقاته:
لقد شاءت لنا الظروف أن نواجه نتائج أغاليط الماضي ونتجرع مرارتها ، وأن يكون علينا رأب الصدع وجبر الكسر ، وإنقاذ أنفسنا وأبنائنا ، واسترداد عزتنا ومجدنا ، وإحياء حضارتنا وتعاليم ديننا ..*
وشاءت لنا الظروف كذلك أن نخوض لجة عهد الديكتاتورية الأهوج ، حيث تلعب العواصف الفكرية والتيارات النفسية والأهواء الشخصية بالأفراد وبالأمم وبالحكومات وبالهيئات وبالعالم كله ، وحيث يتبدل الفكر وتضطرب النفوس ويقف الربان في وسط اللجة يتلمس الطريق ويتحسس السبيل وقد اشتبهت عليه الأعلام وانطمست أمامه الصور ووقف علي رأس كل طريق داع يدعوا إليه في ليل دامس معتكر وظلمات بعضها فوق بعض ، حتى لا تجد كلمة تعبر بها عن نفسية الأمم في مثل هذا العهد أفضل من "الفوضى" , كذلك شاءت لنا ظروفنا أن نواجه كل ذلك وأن نعمل على إنقاذ الأمة من الخطر المحدق بها من كل ناحية .*
الحلول المسكنةوالوعود والأمنيات لاتصلح أمة:
وإن الأمة التي تحيط بها ظروف كظروفنا ، وتنهض لمهمة كمهمتنا ، وتواجه واجبات كتلك التي نواجهها ، لا ينفعها أن تتسلى بالمسكنات أو تتعلل بالآمال والأماني . وإنما عليها أن تعد نفسها لكفاح طويل عنيف وصراع قوي شديد بين الحق والباطل وبين النافع والضار وبين صاحب الحق وغاصبه وسالك الطريق وناكبه وبين المخلصين الغيورين والأدعياء المزيفين . وأن عليها أن تعلم أن الجهاد من الجهد ، والجهد هو التعب والعناء ، وليس مع الجهاد راحه حتى يضع النضال أوزاره وعند الصباح يحمد القوم السرى .*
إصلاح النفوس:
وليس للأمة عدة في هذه السبيل الموحشة إلا النفس المؤمنة والعزيمة القوية الصادقة والسخاء بالتضحيات والإقدام عند الملمّات وبغير ذلك تغلب علي أمرها ويكون الفشل حليف أبنائها.*
نفوسنا الحالية في حاجة إلى علا ج كبير وتقويم شامل وإصلاح يتناول الشعور الخامد والخلق الفاسد والشح المقيم . وإن الآمال الكبيرة التي تطوف برؤوس المصلحين من رجالات هذه الأمة ، والظروف العصيبة التي نجتازها تطالبنا بإلحاح بتجديد نفوسنا وبناء أرواحنا بناءً غير هذا الذي أبلته السنون وأخلقته الحوادث وذهبت الأيام بما كان فيه من مناعة وقوة ، وبغير هذه التقوية الروحية والتجديد النفسي لا يمكن أن نخطو إلى الأمام خطوة .* ..
ثورة على الذات:
أيها الشباب:إن ميدانكم الأول أنفسكم فإن انتصرتم عليها فأنتم على غيرها أقدر وإن عجزتم فأنتم عما سواها أعجز, فاعلنوها ثورة على الذات ثورة على الخمول ثورة على السلبية واليأس ... إشحذ همتك وأيقظ أخاك وقل له :
أخى .. طال عهدك بالمرقد ...... وطال انتظارك للتالد
فحطم فراشك رمز الخمول ..... وشمر عن الساق والساعد
بين القول والعمل والخيال والواقع:
إن ميدان القول غير ميدان الخيال، وميدان العمل غير ميدان القول ، وميدان الجهاد غير ميدان العمل، وميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد الخاطئ .يسهل علي كثيرين أن يتخيلوا، ولكن ليس كل خيال يدور بالبال يستطاع تصويره أقوالا باللسان ، وإن كثيرين يستطيعون أن يقولوا ولكن قليلاً من هذا الكثير يثبت عند العمل ، وكثير من هذا القليل يستطيع أن يعمل ، ولكن قليلا منهم يقدر علي حمل أعباء الجهاد الشاق والعمل المضني . وهؤلاء المجاهدون وهم الصفوة القلائل من الأنصار قد يخطئون الطريق ولا يصيبون الهدف إن لم تتداركهم عناية الله ، وفي قصة طالوت بيان لما أقول ، فأعدوا أنفسكم وأقبلوا عليها بالتربية الصحيحة والاختبار الدقيق وامتحنوها بالعمل ، العمل القوي البغيض لديها الشاق عليها ، وافطموها عن شهواتها ومألوفاتها وعاداتها **
أعلنوا للناس فكرتكم ومنهاجكم:
إنكم الآن و قد أرغمتكم الدعوة على أن تتخطوا الحواجز الخاصة إلى الميادين الواسعة , و قد أظهرت الدعوة نفسها فأخذ الناس يتساءلون عنها و عنكم , و أخذ بعض الحاقدين يتطوع بتصويركم لغيركم على غير الحقيقة والواقع , فقد وجب عليكم أن تبينوا للناس غايتكم و وسيلتكم و حدود فكرتكم و منهاج أعمالكم , و أن تعلنوا هذه الأعمال على الناس لا للمباهاة بها و لكن للإرشاد إلى ما فيها من نفع للأمة و خير لأبنائها**
كونوا عباد الله إخوانا:
إنه لاسبيل لتحقيق ذلك كله إلا إذا صفت النفوس وتلاقت الأرواح وتآخت فى الله على غير أرحام بينها وتوحدت الصفوف حتى صار الإيثار هو لغة التفاهم بينهم ( واللذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأُولئك هم المفلحون ) الحشر آية 9..فالزموا أنفسكم الوحدة والإخوة الصادقة , والارتباط الرباني القوي المتين , وسيكون الأمل عظيم في المستقبل , ما دمتم كذلك أخوة في الله متحابين متعاونين , فاحرصوا على هذه الوحدة فإنها سلاحكم و عدتكم **.
( * )الإمام الشهيد فى رسالة " هل نحن قوم عمليون" بتصرف من الكاتب
(** ) الإمام الشهيد "من خصائص دعوة الاخوان"" بتصرف من الكاتب
د/أنور حامد
سيظل دائما وأبدا بل ومن المقطوع به يقينا أن الشباب هم عدة الأمم والشعوب النهضوية والحضارية , بل وعين الأمة التى ترى بها مستقبلها . وأن واقع أمتنا اليوم لايسر عدو ولا حبيب , وأن الأمة أصابها من الداء العضال ومن الفساد الهزال ,وفى ظل هذا الوضع نشأت أجيال وترعرعت على الفساد, وبسببه أكل الفقر والمذلة والحقد نفوس الناس , وبات الأمر يحتاج ليس الى مسكنات ولا إلى ترميم بقدر الحاجة الى بناء جيل جديد من الرجال(بما تحمل هذه الكلمة من معان) ليحملوا أمانة إصلاح هذه الأمة وهذا الوطن (( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) الرعد..آية 11 ............... والشباب هم أمل التغيير المنشود فهيا إلى التغيير هيا إلى العمل .
الشباب وأمل النهضة:
إن الرجال هم سر حياة الأمم ومصدر نهضاتها وإن تاريخ الأمم جميعاً إنما هو تاريخ من ظهر بها من الرجال النابغين الأقوياء النفوس والإرادات . وإن قوة الأمم أو ضعفها إنما تقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوفر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة . وإني اعتقد ـ والتاريخ يؤيدني ـ أن الرجل الواحد في وسعه أن يبني أمة إن صحت رجولته ، وفي وسعه أن يهدمها كذلك إذا توجهت هذه الرجولة إلى ناحية الهدم لا ناحية البناء ..*
وإن الأمم تجتاز أدوارا من الحياة كتلك الأدوار التي يجتازها الأفراد علي السواء فقد ينشأ هذا الفرد بين أبوين مترفين آمنين ناعمين فلا يجد من مشاغل الحياة ما يشغل باله ويؤلم نفسه ولا يطالب بما يرهقه أو يضنيه ، وقد ينشأ الفرد الآخر في ظروف عصيبه وبين أبوين فقيرين ضعيفين فلا يطلع عليه فجر الحياة حتى تتكدس علي رأسه المطالب وتتقاضاه الواجبات من كل جانب وسبحان من قسم الحظوظ فلا عتاب ولا ملامسة .*
ومع أن ظروفنا هي ما علمت .. فإن نفوسنا لا تزال تلك النفوس الرخوة اللينة المترفة الناعمة التي تجرح خديها خطرات النسيم ويدمى بنانها لمس الحرير وفتياتنا وفتياننا هم عدة المستقبل ومعقد الأمل لا يزال حظ أحدهم أو إحداهن مظهرا فاخراً أو أكلة طيبة أو حلة أنيقة أو مركباً فارهاً أو وظيفة وجيهة أو لقباً أجوف ، وإن اشترى ذلك بحريته وإن أنفق عليه من كرامته وإن أضاع في سبيله حق أمته .*
وهل رأيت أولئك الشبان الذين تنطق وجوههم بسمات الفتوة وتلوح على محياهم مخايل النشاط ويجرى في قسماتهم ماء الشباب المشرق الرقراق وهم يتألمون على أبواب رؤساء المصالح والدواوين بأيديهم طلبات الوظائف ؟ وهل رأيتهم يتوسلون بالصغير والكبير ويرجون الحقير والأمير ويوسطون حتى سعاة المكاتب وحجاب الوزارات في قضايا المأرب وقبول الطلبات ؟*
هل تظن ـ يا عزيزي ـ أن هذا الشباب إذا أسعفه الحظ وتحقق له الأمل و التحق بوظيفة من هذه الوظائف الرسمية يفكر يوماً من الأيام في تركها أو التخلي عنها في سبيل عزة أو كرامة وإن سيم الخسف وسوء العذاب ؟ *
وقد شاءت لنا الظروف أن ننشأ في هذا الجيل الذي تتزاحم الأمم فيه بالمناكب وتتنازع البقاء أشد التنازع وتكون الغلبة دائماً للقوي السابق .*
بين أغاليط الماضى ومراراته وآمال المستقبل وإشراقاته:
لقد شاءت لنا الظروف أن نواجه نتائج أغاليط الماضي ونتجرع مرارتها ، وأن يكون علينا رأب الصدع وجبر الكسر ، وإنقاذ أنفسنا وأبنائنا ، واسترداد عزتنا ومجدنا ، وإحياء حضارتنا وتعاليم ديننا ..*
وشاءت لنا الظروف كذلك أن نخوض لجة عهد الديكتاتورية الأهوج ، حيث تلعب العواصف الفكرية والتيارات النفسية والأهواء الشخصية بالأفراد وبالأمم وبالحكومات وبالهيئات وبالعالم كله ، وحيث يتبدل الفكر وتضطرب النفوس ويقف الربان في وسط اللجة يتلمس الطريق ويتحسس السبيل وقد اشتبهت عليه الأعلام وانطمست أمامه الصور ووقف علي رأس كل طريق داع يدعوا إليه في ليل دامس معتكر وظلمات بعضها فوق بعض ، حتى لا تجد كلمة تعبر بها عن نفسية الأمم في مثل هذا العهد أفضل من "الفوضى" , كذلك شاءت لنا ظروفنا أن نواجه كل ذلك وأن نعمل على إنقاذ الأمة من الخطر المحدق بها من كل ناحية .*
الحلول المسكنةوالوعود والأمنيات لاتصلح أمة:
وإن الأمة التي تحيط بها ظروف كظروفنا ، وتنهض لمهمة كمهمتنا ، وتواجه واجبات كتلك التي نواجهها ، لا ينفعها أن تتسلى بالمسكنات أو تتعلل بالآمال والأماني . وإنما عليها أن تعد نفسها لكفاح طويل عنيف وصراع قوي شديد بين الحق والباطل وبين النافع والضار وبين صاحب الحق وغاصبه وسالك الطريق وناكبه وبين المخلصين الغيورين والأدعياء المزيفين . وأن عليها أن تعلم أن الجهاد من الجهد ، والجهد هو التعب والعناء ، وليس مع الجهاد راحه حتى يضع النضال أوزاره وعند الصباح يحمد القوم السرى .*
إصلاح النفوس:
وليس للأمة عدة في هذه السبيل الموحشة إلا النفس المؤمنة والعزيمة القوية الصادقة والسخاء بالتضحيات والإقدام عند الملمّات وبغير ذلك تغلب علي أمرها ويكون الفشل حليف أبنائها.*
نفوسنا الحالية في حاجة إلى علا ج كبير وتقويم شامل وإصلاح يتناول الشعور الخامد والخلق الفاسد والشح المقيم . وإن الآمال الكبيرة التي تطوف برؤوس المصلحين من رجالات هذه الأمة ، والظروف العصيبة التي نجتازها تطالبنا بإلحاح بتجديد نفوسنا وبناء أرواحنا بناءً غير هذا الذي أبلته السنون وأخلقته الحوادث وذهبت الأيام بما كان فيه من مناعة وقوة ، وبغير هذه التقوية الروحية والتجديد النفسي لا يمكن أن نخطو إلى الأمام خطوة .* ..
ثورة على الذات:
أيها الشباب:إن ميدانكم الأول أنفسكم فإن انتصرتم عليها فأنتم على غيرها أقدر وإن عجزتم فأنتم عما سواها أعجز, فاعلنوها ثورة على الذات ثورة على الخمول ثورة على السلبية واليأس ... إشحذ همتك وأيقظ أخاك وقل له :
أخى .. طال عهدك بالمرقد ...... وطال انتظارك للتالد
فحطم فراشك رمز الخمول ..... وشمر عن الساق والساعد
بين القول والعمل والخيال والواقع:
إن ميدان القول غير ميدان الخيال، وميدان العمل غير ميدان القول ، وميدان الجهاد غير ميدان العمل، وميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد الخاطئ .يسهل علي كثيرين أن يتخيلوا، ولكن ليس كل خيال يدور بالبال يستطاع تصويره أقوالا باللسان ، وإن كثيرين يستطيعون أن يقولوا ولكن قليلاً من هذا الكثير يثبت عند العمل ، وكثير من هذا القليل يستطيع أن يعمل ، ولكن قليلا منهم يقدر علي حمل أعباء الجهاد الشاق والعمل المضني . وهؤلاء المجاهدون وهم الصفوة القلائل من الأنصار قد يخطئون الطريق ولا يصيبون الهدف إن لم تتداركهم عناية الله ، وفي قصة طالوت بيان لما أقول ، فأعدوا أنفسكم وأقبلوا عليها بالتربية الصحيحة والاختبار الدقيق وامتحنوها بالعمل ، العمل القوي البغيض لديها الشاق عليها ، وافطموها عن شهواتها ومألوفاتها وعاداتها **
أعلنوا للناس فكرتكم ومنهاجكم:
إنكم الآن و قد أرغمتكم الدعوة على أن تتخطوا الحواجز الخاصة إلى الميادين الواسعة , و قد أظهرت الدعوة نفسها فأخذ الناس يتساءلون عنها و عنكم , و أخذ بعض الحاقدين يتطوع بتصويركم لغيركم على غير الحقيقة والواقع , فقد وجب عليكم أن تبينوا للناس غايتكم و وسيلتكم و حدود فكرتكم و منهاج أعمالكم , و أن تعلنوا هذه الأعمال على الناس لا للمباهاة بها و لكن للإرشاد إلى ما فيها من نفع للأمة و خير لأبنائها**
كونوا عباد الله إخوانا:
إنه لاسبيل لتحقيق ذلك كله إلا إذا صفت النفوس وتلاقت الأرواح وتآخت فى الله على غير أرحام بينها وتوحدت الصفوف حتى صار الإيثار هو لغة التفاهم بينهم ( واللذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأُولئك هم المفلحون ) الحشر آية 9..فالزموا أنفسكم الوحدة والإخوة الصادقة , والارتباط الرباني القوي المتين , وسيكون الأمل عظيم في المستقبل , ما دمتم كذلك أخوة في الله متحابين متعاونين , فاحرصوا على هذه الوحدة فإنها سلاحكم و عدتكم **.
( * )الإمام الشهيد فى رسالة " هل نحن قوم عمليون" بتصرف من الكاتب
(** ) الإمام الشهيد "من خصائص دعوة الاخوان"" بتصرف من الكاتب
د/أنور حامد
3 تعليقات الزائرين:
٣ نوفمبر ٢٠٠٨ في ٩:١١ م
السلام عليكم ورحمه الله
د/ أنور
سعدت جداً بزيارتي الأولى لمدونتك
وزادت سعادتي بما حملته المدونة من مقالات وكتابات قيمة
جزاك الله خيراً ،
وأرجوا ان تهتم بالدعاية عن المدونة بين جمهور المدونات ليتسنى لزوار المدونات الاطلاع على هذه الكتابات القيمة
عمار البلتاجي،
٤ نوفمبر ٢٠٠٨ في ٤:٠٢ م
أخى الحبيب عمار
أنا أكثر سعادة بزيارتك وتشريفك لها
وبالفعل أنا مقصر فى جانب الدعاية لسبب بسيط وهو أننى لاامتلك تقنيات التعامل مع البلوجز والنت وفى انتظار زيارتك لمكتبى لتطوير المدونة
شكرا لك
د/انور حامد
٦ نوفمبر ٢٠٠٨ في ١١:٠٨ م
نورت مدونتي المتواضعة يافندم
ونروت التعليقات بكلماتك الرقيقة
جزيت خيراً ،
أتمنى لقاء حضرتك
أكون في شبرا خميس كل أسبوع أتمنى أن تكون بالعيادة يوم الخميس
أنا ضيفت الايميل على الماسنجر لكن حضرتك مش وافقت عليه
ايميلي
ammarelbeltagy@yahoo.com
إرسال تعليق