إلى شباب الإخوان ( 2 )
لقد أحدثت الرسالة الأولى لدى شباب الإخوان ردود فعل إيجابية للغاية تلقيت على أثرها رسائل منحتنى دافعا قوياً للتواصل وإكمال المشوار وحيث أن الرسالة الأولى كانت تذكٍر الشباب بمكانتهم العظيمة فى الأمة كلها وفى دعوة الإخوان على وجه الخصوص وعند قيادة الجماعة على وجه التحديد , لذلك فإن رسالة اليوم تحمل لكم عبق الحب لكى نخطوسوياً خطوات أعمق نحو التغيير ...... كيف ؟
بداية إذا أردنا أن نغير من حولنا ونغير غيرنا فعلينا أن ندرك بيقين يملؤنا :
*أننا أولا وقبل كل شىء نملك القدرة على التغيير وأننا نملك أدوات التغيير لأن فاقد الشىء لا يعطيه وفاقد الثقة فى نفسه وما يملك لايستطيع أن يستخدم ما لديه .
* إذا قررت أن تبدأ التغيير فلا تسأل نفسك " ماذا أريد أن أغيٍر " ..... " ولكن اسأل نفسك " ماذا أريد أن أنجزه من التغيير ".
* عليك أن تدرك أنك ليس مطلوباً منك أن تقوم بأعمال ومهام غير عادية ولا تطلب من غيرك ذلك ولكن عليك أن تقوم بأعمالك ومهامك العادية بصورة غير عادية وعندها سيلتفت إليك كل من حولك وهذه من أهم خطوات التغيير .
* عليك أن تدرك عزيزى الشاب أن التغيير يحتاج منك أن تغامر وتخاطر فإنه من لايخاطر بشىء لايفعل شىء وأكبر مخاطرة ضدك هى ألا تخاطر وقديما قالوا فى الأمثال عن التجارة " اللى مالوش قلب – يعنى جرىء – مالوش رزق" .
* وعليك أيضا أن تملأقلبك يقيناً بأنك لاتعمل لسد الفراغ ولا لإنجاز بعض الأعمال ولكن عليك أن تكون مبدعاً ودقيقاً وهادفاً واجعل هذا شعارك .
*كذلك عليك أن تدرك أنك لاتستطيع أن تغير شخصاً مثلك ولكن كل ماتستطيعه هو تغيير أفكاره ُثم هو يغير نفسه بنفسه بعد ذلك , ( فأنت تمنح الآخرين القدرة على التغيير حين تستطيع أن تمنحهم طريق التغيير وفوائده ).
* إعلم أخى الشاب أن كل واحد منا له دائما سببان للتغيير أوللتحرك لفعل أى شىء :
السبب الأول منطقى وهو سبب متغير لأنه مرتبط بالآخرين الذين تحاول دائما إقناعهم بوجهة نظرك , مثلاً حين ترى شاباً مستهترا ينتهك حرمات وأعراض الآخرين وتريد أن تنهاه عن فعله فالسبب المنطقى هو " حرصك عليه أو حبك له أو علاقتك به وهنا قد تمتنع أو تتوقف عن التغيير حرصاً على علاقتك به أو انقلابه عليك أو وجود مصلحة بينكما أو خوفاً من ضياع مصلحة أو حدوث ضرر .
والسبب الثانى حقيقى لايتغير لأنه مرتبط بك أنت مثلاً كما فى المثال السابق يكون السبب الحقيقى هو " الدين " الذى يدفعك إلى النهى عن المنكر وإلى الدعوة إلى الخير, لذلك عليك التركيز على السبب الحقيقى مع إهمال السبب المنطقى .
*لاتحتفظ بأفكارك لأن الفكرة الكامنة مهما كانت قوتها وتأثيرها لاتغير من الواقع أو الوجود شىء مالم تتحول إلى التطبيق , ولقد ظلت فكرة النسبية لأينشتاين التى ظهرت عام 1914 , ظلت كامنة فى الكتب وحين خرجت للوجود والتطبيق على أيدى الحلفاءعام 1945 مكنتهم من الإنتصار فى الحرب بإنتاج القنبلة الذرية.
*إعطى أفكارك وتناقلها بين ثلاثة :
الأول لنفسك لتطورها وتزيدها وضوحاً.
والثانى للأشخاص المؤثرين الذين يستطيعون نقل الأفكار من النظرية للتطبيق.
والثالث للأشخاص المتأثرين بالفكرة المستفيدون من تطبيقها
· وعليك أن تدرك أن التفكير السليم يبدا بشكل قصدى وعمداً وليس بشكل عشوائى أو عفوى .
· منذ أكثر من 300 سنة هبط أوائل المهاجرين إلى الأمريكتين وكانوا فرحين بأنهم سيبدأون حياة جديدة ( مغامرة ) ولكن بعد أن استقر بهم الحال اجتمعوا لبحث مشروع شق طريق كبير للعربات فى الأدغال التى تحيط بهم , فقام أكثرهم بالإعتراض على الفكرة بحجة أن هذا إهدار كبير للمال وبذلك فقدوا القدرة على التفكير الكبير لأنهم حين تمكنوا من الرؤية الواضحة للفرصة الكامنة فيما وراء المحيط نجحوا ...... ولكن حين عجزوا عن رؤية الفرصة الكامنة وراء الأشجار فشلوا .......
· عليك وأنت تفكر وتسعى وتغير أن تضع نصب عينيك القيم العليا لدعوتك وأمتك أو للمصلحة أو المؤسسة التى تريد التغيير فيها واعلم أن القيم العليا لاتتغير ولايمكن التضحية بها أو المساومة عليها لأن ( المؤسسة التى تضحى بقيمها العليا تموت ولاتبقى ),قد تتغير الوسائل والأهداف أو تستبدل بغيرها حسب أولويات المرحلة ولكن يبقى أن تغيير الوسائل أو استبدالها لابد أن يكون من أجل إعلاء القيم العليا والمحافظة عليها فمثلا فى أى حركة إسلامية أو دعوية القيمة العليا هى " الإسلام " وقيم الإسلام كالعدل والمساواة والشورى والصلاة والفرائض والشرائع وووو... هذه القيم لايمكن التضحية بها أو المساومة عليها لأى سبب كان فالذين ينادون بالتخلى عن الإسلام كمرجعية للبرنامج السياسى أو الذين ينادون بالتخلى عن الإسلام كشعار أو الذين ينادون بفصل العمل السياسى عن العمل الدعوى( حيث أن الدعوة إلى الإسلام قيمة عليا تبتغى من وراء كل عمل) كإنجاب الذرية المؤمنة وتنشئة الأبناء على الإسلام , ( قيمة عليا ) كان من أجلها جعل الزواج بالكتابيات حلالا فإذا لم تتحقق القيمة العليا كما هو حادث اليوم فى دول أوروبا حين ينص القانون على إضافة ديانة الأبناء إلى ديانة الأم وليس الأب هنا يختلف الأمر ويصير الزواج بهن حراما , فالذين ينادون بذلك لايدركون أنهم بذلك يدعون إلى التضحية بالقيم العليا التى إن ضاعت .. كانت النهاية .. وماتت الدعوة .
· كذلك لتعلم أن الهياكل الإدارية والوظائف الدعوية كلها خادمة للمهمة التى تقوم بها والمهمة خادمة للهدف والهدف خادم للقيم العليا وعلى ذلك قد تتغير الهياكل الإدارية والوظائف الدعوية من أجل المهمة وليس العكس فلا تطَوًع المهمة لتتكيف مع الهيكل أو لتتناسب مع الأشخاص مثلا اللجنة الدولية لفك الحصار عن غزة هذه اللجنة لها هيكل إدارى يتكون من مجموعة من الأشخاص تتوزع بينهم الوظائف والمهام الفردية الموكلة لكل فرد لتحقيق المهمة الرئيسية التى أنشئت من أجلها اللجنة وهى إحياء القضية فى ضمائر الناس وتفعيل المنظمات الأهلية والدولية ومنظمات حقوق الإنسان وتعبئة جموع المسلمين والمناصرين للقضية من أجل الضغط على النظم العربية والدولية والحكومة المصرية خاصة من أجل فك الحصار الظالم عن غزة فمثلا إذا قصر فرد أو لم تستطع هذه اللجنة أداء المهام المنوطة بها على أكمل وجه وجب تغيير اللجنة وليس تعديل المهام ( عفوا المثال هنا توضيحى فقط وبارك الله فى جهود القائمين على هذه اللجنة ) د/انور حامد

2 تعليقات الزائرين:

  AmmarBi

١٣ ديسمبر ٢٠٠٨ في ٢:٣٣ ص

لاتحتفظ بأفكارك لأن الفكرة الكامنة مهما كانت قوتها وتأثيرها لاتغير من الواقع أو الوجود شىء مالم تتحول إلى التطبيق , ولقد ظلت فكرة النسبية لأينشتاين التى ظهرت عام 1914 , ظلت كامنة فى الكتب وحين خرجت للوجود والتطبيق على أيدى الحلفاءعام 1945 مكنتهم من الإنتصار فى الحرب بإنتاج القنبلة الذرية.

دكتور كلماتك غاية في الأهمية
من واقع تجربتي الشخصية أرى هذا عيباً رئيسياً من عيوبي التي لم أتلافيها الى الآن

جزاك الله خيراً ـ

  غير معرف

١٣ ديسمبر ٢٠٠٨ في ١١:٢٦ ص

حبيبى عمار
لقد عرفتك منذ فترة غير قصيرة
لكننى لم أعرفك حقيقة إلا حينما قرأت أفكارك