تفاصيل خطيرة جداً للقاء جمع قادة أجهزة السلطة بجنرالات إسرائيليين
كما كشفها صحافي إسرائيلي
ناحوم برنيع
يديعوت أحرنوت -19-9-2008
الصحافي ناحوم برنيع، كبير المعلقين في " يديعوت أحروت "، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، وأكثر الصحافيين الإسرائيليين مصداقية، يكشف في تقرير خاص نشره في عدد الصحيفة الصادر الجمعة الماضي ما دار في لقاء جمع الأحد من الاسبوع الماضي قادة الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة سلام فياض بعدد من الضباط الإسرائيليين في مقر قيادة قوات جيش الإحتلال في مستوطنة " بيت إيل " القريبة من رام الله. اللافت في الأمر أن برنيع وهو الصحافي الوحيد الذي سمح له بحضور اللقاء نقل أمور بالغة الخطورة قالها قادة أجهزة السلطة لنظرائهم الإسرائيليين،تعكس الشوط الذي قطعه هؤلاء في تنسيقهم الأمني مع إسرائيل في حربها ضد حركات المقاومة في الضفة الغربية. نحن هنا نعرض ترجمة التقرير الذي نشره برنيع:
هم وصلوا الى قيادة الجيش الإسرائيلي في يوم الاحد ليلا مجتازين حاجز المحكمة على مسافة 3 دقائق من رام الله صاعدين في الطريق الذي يقود الى مستوطنة بيت ايل العتيقة ليدخلوا بوابة المعسكر الاردني سابقاً الذي يضم منذ سنوات طويلة قيادة فرقة يهودا والسامرة.
كلهم كانوا يرتدون الزي المدني باستثناء المفتش العام للشرطة الفلسطينية. كان هؤلاء 8 من قادة اجهزة الامن الفلسطينية في الضفة. كلهم من اتباع فتح القدامى. الفرصة الاخيرة للجيل الذي جاء من تونس حتى يواصل الامساك بمقاليد السيطرة على الشعب الفلسطيني من قبل ان تقوم حماس بابتلاع الشعب كله.
قائد قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية العميد نوعم تيفون أراد استضافتهم على مأدبة الافطار في نهاية يوم الصوم. الا ان جدول اعمال الفرقة تشوش لأسباب منها التحقيق في اخفاق الجيش الاسرائيلي في كبح اعمال الشغب التي قام بها المستوطنون وموت فتى فلسطيني بنيران الجيش في اليوم التالي. الامر الذي اضطر الضيوف للافطار في منازلهم.
إسرائيل هي التي أعدت خطة انتشار السلطة في جنين
حسناً فعلوا: هذا النقاش كان سيهدر الوقت لو جرى حول صحون مليئة بالطعام الذي اعده الجيش الاسرائيلي. تيفون ورئيس الادارة المدنية الإسرائيلية في الضفة العميد يؤاف موردخاي أرادا عرض خطة "جنين 2" المعدة من اجل سيطرة قوات السلطة على مدينة جنين على قادة الاجهزة. قادة الجيش الإسرائيلي طلبوا السماح بادخال صحفي لهذا اللقاء فاستجاب لهم الضيوف الفلسطينيون، فكنت أنا الصحافي الوحيد الذي حضر اللقاء. بسبب وجود الصحفي وبالاساس بسبب الشعور بالاستعجال في الجانب الفلسطيني تدحرج اللقاء نحو اتجاهات مغايرة مفرطة في مداها.
قالوا أموراً صاعقة
خلافاً للاعتقاد السائد، الصحفيون يكرهون ان يكونوا متفاجئين. هم على ثقة أنهم يعرفون كل شيء وما لا يعرفونه لا يعتبر هاماً في نظرهم. أنا فوجئت من الأمور التي قالها الفلسطينيون كما فوجئت من اللهجة التي قيلت فيها. خلاصة قولهم هو أن مجابهة عنيفة بين فتح وحماس حول السيطرة على الضفة ستحدث في شهر كانون الثاني القادم. في التاسع من كانون الثاني ستنتهي فترة رئاسة ابو مازن. هو عازم على البقاء في المنصب حتى كانون الثاني 2010. يجب عدم استبعاد امكانية اعلانه عن غزة منطقة متمردة. قادة الأمن الفلسطينيين يطلبون من أجهزة الامن في اسرائيل أن تعكف معهم على أعداد الخطة الميدانية وأن تدرب القوات وأن تزودها بالاسلحة.
لم أسمع بمثل هذا الاستعداد المفرط للعمل مع اسرائيل من قبل القيادة الفلسطينية في اية مرة من المرات باستثناء فترة قصيرة في ربيع 1996.
قلت بعد اللقاء لأحد قادة الجيش الاسرائيلي الذي تواجد في القاعة: هذا كلام بكلام. الا تخشى من ان يختفي اتباع فتح في اللحظة الحاسمة مثلما اختفوا في غزة؟
"لا" رد علي، "قبل حدوث غزة لم يكونوا يعرفون ما الذي سيحدث لهم اما الان فهم يعرفون".
حرب كانون الثاني
ابو الفتح هو قائد جهاز الأمن العام التابع لحكومة فياض، وهو الجهاز الذي يمثل القوة العسكرية الفلسطينية. هو الاكثر تقدماً في السن والاعلى رتبة بين قادة الاجهزة. "ليس هناك خصام بيننا". هو يقول لضباط الجيش الاسرائيلي. "لدينا عدو مشترك".
هو اختار البدء بشكوى حول عربدة المستوطنين. التفسير الذي ساقه ابو الفتح كان مثيراً للاهتمام، فقد واصل حديثه للجنرالات الإسرائيليين قائلاً "هذا يصعب الامور علينا في التعامل مع مواطنين في الأسفل، يجب ان يكون لديكم قانون ونظام مثلما تتوقعون ان يكون عندنا قانون ونظام. انا سأفعل اليوم كل ما استطيعه حتى أمنع العمليات. انتم تدركون أننا افضل من السابق وأنتم تمدحون ذلك. بفضل عملياتنا أصبحتم اقل حاجة لقواتكم
" حماس عدونا المشترك "
وواصل " أبو الفتح " حديثه "يجري هنا صراع كبير استعداداً لشهر كانون الثاني. ابو مازن يقود خط السلام وعليكم ان تعززوا وضعه. اطلقوا سراح السجناء الاحداث. هذا هام جداً ارفعوا الحواجز ولتزيلوا المستوطنات. انا اطلب ارسال سرية من اريحا الى الخليل. انا اعرف ان هناك مشكلة في الخليل مع المستوطنين ونقاط احتكاك. ليست لدي اية نية للدخول الى هناك. القوة ستعمل في القرى جنوبي جبل الخليل".
العميد كيفون رد عليه " أنا سعيد بما تقول، على قادة الألوية عندنا وعندكم ان يلتقوا ويتفقوا حول ذلك". إلا ان العقيد مردخاي حذر الضباط الفلسطينيين قائلاً " ولكن يجب ان يكون تحرك السرية من اريحا الى الخليل في يوم الجمعة ليلاً، حتى لا يصطدموا بالمستوطنين". فرد عليه
ابو الفتح قائلاً " لا مشكلة. نحن نتحرك ضد حماس الان ايضاً في رمضان".
وهنا تدخل رئيس الاستخبارات العسكرية التابع لحكومة فياض ماجد فراج "نحن في معركة صعبة جداً،. هناك مثل بالعربية – البحر من أمامنا والعدو من ورائنا – ونحن لا نملك حتى بحراً. قررنا خوض الصراع حتى النهاية. قررنا وضع كل مشاكلنا على الطاولة كل شيء علني وظاهر: لا مزيد من الالاعيب. حماس هي العدو. قررنا شن حرب عليها وانا أقول لكم لن يكون اي حوار معها، فمن يريد ان يقتلك عليك ان تبكر بقتله. انتم توصلتم الى هدنة معهم اما نحن فلا. توخياً للصدق اقول اننا تصرفنا بصورة مغايرة في الماضي " .
يعالجون شأن المؤسسات الحمساوية وفق تعليمات إسرائيل
وواصل فراج تباهيه قائلاً " الان نقوم بتولي امر كل مؤسسة حمساوية ترسلون اسمها الينا. اعطيتمونا في الاونة الاخيرة اسماء 64 مؤسسة وقد انتهينا من معالجة 50 منها. بعض هذه المؤسسات اغلقت وفي البعض الاخر استبدلنا الادارة. كما وضعنا ايادينا على اموالهم (اسرائيل حولت للسلطة 150 حساباً بنكياً يشتبه بعلاقاتها بالتنظيمات الارهابية. السلطة اغلقت 300 حساباً). "عندي ملاحظتين. الاولى ذات مرة كنا نفكر الف مرة قبل الدخول للمسجد اما اليوم فنحن ندخل لكل مسجد عند الحاجة. لا تفهموا من ذلك انه من المسموح لكم انتم ايضا ان تدخلوا: على العكس بامكاننا نحن ان ندخل لأنكم انتم لا تدخلون. كما اننا ندخل للجامعات بما في ذلك الجامعة الاسلامية في الخليل. نحن نبذل قصارى جهدنا. حتى لو لم يكن النجاح 100 في المائة فالدافعية 100 في المائة".
الاستعداد للمواجهة مع حماس
حازم عطالله المفتش العام للشرطة الفلسطينية تدخل وقال "حتى آخر السنة سندخل في مجابهة مع حماس، خالد مشعل صرح بأن حكومة ابو مازن لن تكون شرعية في التاسع من كانون الثاني وعلينا ان نستعد للمجابهة".
حسين الشيخ مسؤول الشؤون المدنية في حكومة فياض قال " هذا هام جداً. حماس لا تملك قوة عسكرية في الضفة ولكن لديها قوة لاخراج الناس للشارع".
ووجه عطا الله حديثه للإسرائيليين " انا اتحدث عن خطة شاملة،ان دخلنا السنة القادمة من دون الاستعداد لن يتبقى امامنا الا التخاصم حول المسؤولية عن الهزيمة نحن او انتم والامريكيين".
مردخاي طمأنه قائلاُ " سنشكل طاقماً مشتركاً معكم، سنساعدكم في التدريب والعتاد".
الفلسطينيون اشتكوا من ان ارسالية الهروات المخصصة للشرطة من كندا محجوزة منذ اشهر في اسدود. فطمأنهم تيفون "نحن سنقوم بتخليصها".